الجمعة , 18 أكتوبر 2024 - 9:23 صباحاً

استعرضت عدة أفلام أجواء العيد والاحتفال به

"يا كحك العيد يا احنا" - كعك العيد في الثقافة المصرية!

صورة بلطف عن الشبكة لمشهد من فيلم عسل اسود

صورة بلطف عن الشبكة لمشهد من فيلم عسل اسود

طباعة تكبير الخط تصغير الخط

كتبت: سامية عرموش

 

 

يعتبر طبق كعك العيد، أو كما يسميه المصريون بلهجتهم "كحك"، واحدًا من الأساسيات الاحتفالية في عيدي الفطر والأضحى، لا بل الضيف الرئيسي والمركزي على موائد العيد. وقد استعرضت عدة أفلام أجواء العيد والاحتفال به، وتهادي الجيران بعضهم بعضا بـ"الكعك" والهدايا فيما بينهم، كما شاهدنا في فيلمي - "تيمور وشفيقة" (2007) وفيلم "عسل اسود" (2010).

 

وبالإضافة إلى المشاهد السينمائية المتنوعة، فقد تناقلت عدة مصادر صحافية مصرية صورًا لبعض الفنانات المصريات اللاتي عملن على تحضير كعك العيد في المنزل، من بينهن الفنانة ماجدة الصباحي وزهرة العلا ونعيمة عاكف والراقصة هدى شمس الدين وغيرهن.

 

ولم يقف الاهتمام بهذه العادة المتوارثة عند الممثلات فحسب، فقد غنت المطربة منى عبد الغني في ثمانينيات القرن الماضي أغنيتها الشهيرة "كحك العيد البنات سكر"، التي تذكر في مطلعها:

"قال إيه وإيه الكحك إيه، نقش البنات سكر عليه.. الفرن غاوى الدندنة، دندن وقال للمدخنة وانتي بخير كل سنة".

وهي أغنية تكاد تكون الوحيدة التي تتحدث عن كحك العيد والبسكويت، إلى جانب الأغنية التراثية الشهيرة في الأفراح بالقرى المصرية: "يا كحك العيد يا احنا، يا بسكويت يا احنا، يا شرباتات في كوبايات".

 

وتنضم هذه الأغاني إلى عدة قصائد كتبت عن كعك العيد، كقصيدة الشاعر بيرم التونسي الذي قال فيها:

"يقول ابن البلد يعني المهلهل

أنا والكعك معمول لي قضية

بفضل الله طلع كعك السنة دي

بدون أحزان أو حادثة رديّة".

 

وترسخ أيضًا حضور الكحك في الأمثال العامية المصرية، مثل: "بعد العيد ما ينفتلش كحك"، "الكحكة في إيد اليتيم عجبة"، و"إن كان جارك سفيه اعمل له كحك وهاديه".

 

ويرجع المؤرخون بداية كعك عيد الفطر في مصر إلى الحقبة الطولونية، حيث كانوا يصنعونه في قوالب خاصة مكتوب عليها "كل واشكر"، ثم أخذ مكانة متميزة في عصر الإخشيديين، وأصبح من مظاهر الاحتفال بعيد الفطر. وفي متحف الفن الإسلامي بالقاهرة توجد قوالب الكعك وعليها عبارات "كل هنيئًا واشكر" و"كل واشكر مولاك"، وعبارات أخرى لها نفس المعنى.(مصادر الكترونية).

 

ورغم سعي السلطان صلاح الدين الأيوبي جاهدًا للقضاء على المظاهر والعادات الفاطمية، فإنه عجز أمام عادة كعك العيد وغيرها من العادات المصرية المرتبطة بالأعياد التي لا تزال موجودة إلى اليوم. واستمرت صناعة الكعك وتطورت بعد ذلك في الفترة المملوكية، حيث كانوا يقدمونه إلى الفقراء والمتصوفين من باب الصدقة وإدخال السرور إلى قلوبهم، وارتبط بعيد الفطر. (مصادر الكترونية).

 

 

وختامًا، تجدر الإشارة إلى أن روايات تاريخية ربطت عادة "الكحك" في مصر بالفترة القبطية التي سبقت الفتح الإسلامي للبلاد، وكان آنذاك الكعك في الأعياد يُحلى بالعسل.

 

كل عام والجميع بألف خير!

 

الكاتبة هيصحافية وناقدة سينمائيّة، محاضرة مُستقلّة في موضوع السينما كأداة للتّغيير الاجتماعيّ، حاصلة على ماجستير بدرجة امتياز في موضوع "ثقافة السينما" من جامعة حيفا 

×