سامية عرموش تسأل: هل سمعتم عن "خزانة الملابس الذكية" واسهامها بالحد من انتشار "وباء الموضة"؟

شاركت قبل سنوات بورشة تدريبية "عن بعد" ، بموضوع 5 طرق لترتيب "خزانة الملابس الذكية"، والتي تهدف الى ترشيد الاستهلاك، خاصة وان استهلاكنا هو عشوائي يتأثر من الإيقاع السريع الذي يحيطنا ومن "الموضة السريعة" التي تتبدل بشكل سريع وتطرح في الأسواق بأسعار تنافسية .

وفي الحقيقة هي ليست المرة الأولى التي أشارك بها في ورشات من هذا القبيل ، اذ انني التحقت بدورة "ستايلينج" قبل 6 أعوام، تمحورت حول نفس الموضوع.

واستمرارا لمقالتي المنشورة عبر زاوية "ستايل صديق للبيئة" حول الاضرار البيئية للموضة، وحول وجوب ترشيد الاستهلاك، قررت تكريس مقالة أخرى لأدون من خلالها أبرز الطرق التي يمكننا تبنيها حتى يكون استهلاكنا رفيق للبيئة.

وللتذكير فان وباء «الموضة السريعة» في انتشار مستمر وبوتيرة سريعة نظرا للإحصائيات المختلفة، اذ تباع حوالي 100 مليار قطعة من الملابس كل عام في العالم أجمع، وقد تضاعف إنتاجها بين عامي 2000 و2014، بعدما ازداد الطلب عليها مرتين أكثر مما كان يحدث في السنوات الـ 15 الماضية.

وقد يسأل البعض: طيب وين المشكلة؟

تكمن المشكلة بأن قطاع الملابس مسؤول عن 92 مليون طن من النفايات الصلبة التي يتم إلقاؤها في مدافن النفايات كل عام، ما يسبب أضرارًا بيئية بالغة على الموارد الطبيعية وذلك وفقا لدراسة حديثة أجرتها مؤسسة "إلين ماك آرثر".

وإذا لم تكفينا هذه المعلومة لفهم المشكلة، فسأبسطها من خلال مثال اخر...! تخيلوا بأن فستان واحد مصنوع من البوليستر يستغرق    أكثر من 200 عام للتحلل البيولوجي!

وباء بيئي ، وجرم بحقها ، ام لا؟

وللتذكير تعتبر صناعة الموضة واحدة من الصناعات الأكثر تلويثاً للبيئة على هذا الكوكب، إذ ينبعث منها في كل عام حوالي 1.2 مليار طن من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وهذا يضاهي الرحلات الدولية وحركة النقل البحري مجتمعة. (مصادر،2019).

وبعد هذا الموجز، لا بد بأن اطرح بعض المقترحات العملية لترتيب دولاب الملابس بشكل يخدمني ويخدم اسرتي ويقلل من الانفاق غير المبرر والمستمر في ظل تنافس شبكات وماركات الأزياء على اجتذابنا لشراء المزيد والمزيد من الثياب ، بحجج مواكبة الموضة.

لنجد انفسنا امام خزائن مكدسة بالملابس، ونقف امامها حائرات/ين ، مع الجملة المأثورة : "يا الله شو بدي البس؟ فش عندي اشي مناسب البسه"! وقد يدفعنا هذا الشعور لاقتناء المزيد... فعملية الشراء وعملية التخلص من الموجود عندي هي بحد ذاتها تسهم بالإضرار بالبيئة وكذلك بالإضرار بجيبتنا!

اليكم بعض المقترحات لترتيب خزانة ملابس ذكية:

• تعليق كافة الملابس- تعليق كافة الملابس بما فيها البناطيل ، يسهم برؤية كل ما لدي من ثياب. 
• ترتيب الملابس حسب اللون – أي يمكننا ترتيب الملابس حسب الألوان الموجودة عندنا، مما يسهل عملية العثور على أي قطعة، كما يسهل معرفة ما ينقصنا قبل التوجه لشراء المزيد.
• ترتيب الدولاب حسب طول الملابس – الفساتين، التنانير، البناطيل ، والخ ..
• الحرص على اقتناء القطع الأساسية ذات الألوان الحيادية التي يمكننا تنسيقها مع أي شيء، رغم تبدل الموضة حولنا.
• الحرص على إبقاء الملابس التي تليق بنا، بمبنى جسمنا، بطبيعة عملنا فقط.

نصائح لترشيد الاستهلاك:

• قائمة الثياب الموجودة لدي: عند ترتيب الملابس بين الفصول، تنصح خبيرات التنسيق بتدوين كافة ما لدينا، أي تسجيل ما لدي على ورقة، مثلا: لدي 3 بناطيل جينز فاتحة، و 5 سترات حمراء، وهكذا ، مما يسهم بمعرفة ما لدينا وقد يؤثر على قراري بالتبضع!
• قائمة بالثياب التي تنقصني: كما تنصح خبيرات التنسيق تدوين ما ينقصني ، قبل ان اقصد أي متجر، تماما كما نفعل عند شراء المواد الغذائية.
• شراء الملابس خلال مواسم التنزيلات: النصيحة الأكبر الي يمكن ان نقدمها هي شراء ما يلزمنا فقط، واذا تمكن خلال مواسم التنزيلات.

اقتراحات لاقتناء ملابس رفيقة بالبيئة:

• عدم شراء الأزياء السريعة Fast Fashion وهي الأزياء التي تتبدل سريعا خلال كل موسم ، اذ تشير المصادر بأنه يتم إنتاج مائة مليار قطعة من الملابس سنويًا، ويتم التخلص من 50٪ من الأزياء السريعة في غضون عام، وينتهي بها المطاف في مدافن النفايات فهي أصبحت من النفايات بعدما كلفت البيئة الكثير لإنتاجها من الأساس!

وبدلاً من ذلك ، ينصح بإعادة تدوير خزانة ملابسنا، حيثما أمكن، أي العمل على التنسيقات بين القديم والجديد في خزانتنا.

• شراء ملابس من العلامات التجارية صديقة البيئة، اذ ان عددا من دور الأزياء قد تبنت خط الأزياء الصديق للبيئة، وتعتمد على مواد خام طبيعية وغير ضارة بالبيئة.
• وأخيرا ضمن هذا المقال، بما ان الجينز من القطع الأساسية وربما الأكثر استخداما لدى الجميع ، فينصح بشراء جينز مستدام، يمكننا الاستفادة منه لفترة طويلة من الزمن ، بدلا من التخلص منه بعد فترة وجيزة من اقتنائه.