الجمعة , 12 سمتبمر 2025 - 5:31 مساءً

مقال رأي: نقد سلوم حداد... فرصة للمراجعة لا سبباً للجدل

الصورة بلطف عن الشبكة

الصورة بلطف عن الشبكة

طباعة تكبير الخط تصغير الخط

كتبت: سامية عرموش

انتشرت مؤخرًا موجة من الجدل على الساحة الفنية العربية، بعد تصريحات الممثل السوري الشهير سلوم حداد في ندوة ثقافية بالإمارات، والتي انتقد فيها نطق بعض الفنانين المصريين للغة العربية الفصحى. أثارت هذه التصريحات ردود فعل غاضبة، لكنها في الواقع يجب أن تُتخذ كفرصة حقيقية لمراجعة الإمكانيات والعمل على تطويرها، بدلاً من اعتبارها هجومًا شخصيًا.

إن النقد الفني، أياً كان مصدره، هو جزء أصيل من أي حراك ثقافي أو إبداعي. ولذلك، فإن استغلال أي رأي فني لإطلاق الاتهامات أو التقليل من شأن فنان أو شعب بأكمله هو أمر مرفوض، وينم عن تعصب لا يليق بحجم الفن العربي وتاريخه.

آراء النقاد المصريين: بين الغضب والموافقة

أثارت تصريحات سلوم حداد انقسامًا في الأوساط الفنية المصرية. في حين اعتبر البعض حديثه إساءة، رأى آخرون أنه يطرح قضية فنية جديرة بالنقاش.

من جانبها، أعربت المحللة الفنية هبة عبداللطيف عن غضبها الشديد، حيث قالت: "يا عم الحاج والله ما كان حد يعرفك لحد ليلة امبارح بعد ما طلعت تخبط في الفنانين المصريين. يلا أهو اسمك اتعرف عشان خبط فينا". وهي تصريحات تعكس وجهة نظر ترى أن حديث حداد كان بهدف الشهرة لا النقد البناء.

على النقيض تمامًا، أيدت الناقدة الفنية ماجدة خير الله رأي حداد، معتبرة أن هناك تراجعًا واضحًا في مستوى الأداء اللغوي لدى جيل الشباب. وصرحت قائلة: "كان عندنا ممثلون جهابذة في الأداء باللغة العربية الفصحى، يتمتعون بأصوات عظيمة ومميزة، ولكنهم تساقطوا بحكم الزمن الواحد تلو الآخر، ولم يبق إلا الندرة". وأضافت أن هؤلاء الفنانين لا يجدون فرصًا حقيقية لاستعراض مواهبهم، في ظل غياب المسلسلات التاريخية والدينية، وتراجع النشاط المسرحي.

وفي نفس السياق، أكد الناقد الفني طارق الشناوي أن سلوم حداد "قال الحقيقة التي ندركها جميعًا، ولكنه أخطأ فقط في التعميم". وأشار الشناوي إلى أن هناك بالفعل تراجعًا ملحوظًا في أداء اللغة الفصحى في الدراما المصرية. وأضاف: "لا أجد مبررًا لتدخل نقابة الممثلين على الخط... لماذا صرنا نحيل الحبة إلى قبة بينما نغض الطرف عن الكثير من القباب؟".

هل نسينا حرية الرأي؟

يجب أن نتذكر أن النقد الفني هو حق مكفول للجميع، طالما أنه لا يتعدى على الشعوب أو يسيء إلى الأفراد. ففي الماضي، خرج الفنان المصري محمد رمضان بتصريحات قال فيها إنه "لا يوجد مسلسل سوري أو خليجي أو عربي تفوق على مسلسل مصري". وفي حادثة أخرى، أساء الفنان حسين فهمي للدراما السورية، ورغم ذلك لم تخرج ردود فعل عنيفة من الأطراف الأخرى. إن هذا السلوك يعكس فهمًا أعمق لحرية الرأي واحترام وجهات النظر، حتى لو كانت خاطئة.

وبالتالي، فإن الهجوم على الفنان سلوم حداد بسبب رأي فني، حتى لو كان "مُحقًا" كما يرى البعض، لا يتماشى مع هذا المبدأ. واعتذار حداد، الذي أكد فيه احترامه للفنانين المصريين، لا يعني بالضرورة أنه أخطأ في رأيه، بل يدل على احترامه وتهذيبه ورغبته في تجاوز أي سوء فهم.

إن ما حدث يجب أن يكون دعوة للتفكير في واقعنا الفني. هل تراجع بالفعل أداء اللغة الفصحى في الدراما العربية؟ وهل يجب علينا إحياء الأعمال التاريخية والدينية التي كانت سببًا في تألق جيل سابق من الفنانين؟ إنها أسئلة تستحق النقاش، بعيدًا عن أي تجريح أو تعصب.

ما رأيك في وجهات النظر المطروحة؟ وهل ترى أن تصريحات سلوم حداد كانت نقدًا بناءً أم هجومًا غير مبرر؟

 

**الصورة بلطف عن الشبكة.

×