رامبام : جراحة روبوتية تنقذ حياة الشاب كريستيان عوكل بعد اكتشاف إصابة صامتة عمرها 7 سنوات
 
                                    تصوير قسم الناطق بلسان رمبام
بعد مرور سبع سنوات على تعرضه لحادث دراجة هوائية قاسٍ وهو في سن الرابعة عشرة، بدأت تتكشف تفاصيل إصابة صامتة كادت أن تهدد حياة الشاب كريستيان عوكل من شفاعمرو. فبعدما اعتقد عوكل أنه تعافى تماماً من الحادث الذي وقع قبل سنوات، بدأ مؤخراً يعاني من آلام حادة غير مبررة في البطن، تلاها غثيان وقيء وتسارع في ضربات القلب، ليجد نفسه في رحلة تشخيص سريعة انتهت بغرفة العمليات.
التشخيص الصادم: فتق حجابي ضخم
أثناء تواجده على الشاطئ، شعر عوكل بتفاقم الآلام، مما دفعه للتوجه إلى طبيبه الخاص في شفاعمرو (د. نجيب نصر الله) الذي اكتشف شيئاً غير طبيعي عبر الموجات فوق الصوتية وقرر تحويله فوراً إلى مستشفى رامبام.
هناك، كشف تصوير مقطعي (CT) عاجل عن حقيقة صادمة: فتق حجابي صدمي كبير، وهو تمزق في الحجاب الحاجز نتج عن حادث الدراجة القديم. وأوضح الدكتور عميت كاتس، مدير قسم جراحة الصدر في رامبام الذي أشرف على العلاج، أن هذا التمزق سمح للمعدة والأمعاء الغليظة والطحال بالاندفاع إلى التجويف الصدري، ما أدى إلى ضغط شبه كامل على الرئة اليسرى وانسداد في مخرج المعدة، وهو ما فسّر كل الأعراض التي عانى منها الشاب.
د. عميت كاتس: "التمزق الهائل الذي رأيناه في الحجاب الحاجز سببه ذلك الحادث القديم. طوال هذه السنوات، كان يتجول بفتق تم تجاهله، استمر في التضخم والازدياد بسبب ضغط البطن، حتى وصل إلى مرحلة التدهور الحالية التي استدعت تدخلاً فورياً."
الروبوت "دافنشي" ينقذ حياة الشاب
بسبب خطورة الحالة، تقرر إجراء عملية جراحية عاجلة. وفي قرار غير تقليدي لحالة طارئة، أصر الدكتور كاتس على استخدام الروبوت الجراحي "دافنشي" لإصلاح الفتق، مؤكداً أن هذه الطريقة ستضمن أفضل النتائج للمريض من خلال جراحة محدودة التوغل، وتجنب الحاجة لفتح البطن وربما الصدر.
وبالفعل، وافقت إدارة غرفة العمليات على الاستثناء. استمرت الجراحة ثلاث ساعات، حيث تمكن الفريق الطبي من تحرير الالتصاقات وإعادة الأعضاء إلى مكانها الطبيعي في البطن وإصلاح التمزق الكبير في الحجاب الحاجز بنجاح باهر.
تعافٍ سريع وشهادة امتنان
العملية الروبوتية قللت من المخاطر وسمحت بتعافٍ سريع ومذهل. يعبّر كريستيان عوكل عن امتنانه للجهود قائلاً: "كنت في حالة صدمة عندما شرحوا لي المشكلة، لكن الطريق من التشخيص إلى الجراحة كان سريعاً جداً، وفي اليوم التالي كنت بالفعل في المنزل، دون ألم أو ضيق في التنفس. أتوجه بالشكر الجزيل لكل الطاقم الطبي الذي عالجني."
ويأمل عوكل، الذي يدرس حالياً الحوسبة الطبية، أن يعود يوماً ما إلى مستشفى رامبام، ولكن هذه المرة "كجزء من الطاقم العاملين في المستشفى".

 
                                 
                                 
                                 
                                 
                                
 هاي فايف
 هاي فايف