الثلاثاء , 09 سمتبمر 2025 - 7:27 صباحاً

جمعية الثقافة العربية بحيفا تحتفل بتخريج فوجين جديدين من منحة روضة بشارة

تصوير الجمعية

تصوير الجمعية

طباعة تكبير الخط تصغير الخط

نظّمت جمعيّة الثّقافة العربيّة في حيفا، يوم أمس، أمسية لتخريج الفوجين السابع عشر والثامن عشر من طلبة منحة روضة بشارة-عطا الله، بالتعاون مع مؤسّسة الجليل، حيث احتفت بتخريج مئةٍ وخمسين طالبةً وطالبًا من مختلف الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في البلاد. وقد رافقتهم الجمعية على مدار ثلاث سنوات حافلة بالعطاء والمسؤوليّة والعمل الأكاديمي والتطوعي.

في ظلّ الظروف الاستثنائية، وبسبب حرب الإبادة على غزّة التي حالت دون تخريج فوج العام الماضي، جاء هذا الحفل بمثابة تتويجٍ لمرحلة جوهريّة في حياة الطلبة، اختبروا خلالها عشرات الورشات المتنوّعة في مجالات الهويّة واللغة والتجوال والمهارات، إضافةً إلى التدريبات على التنظيم المجتمعي وإدارة المشاريع التطوعيّة. وقد ارتكز البرنامج على رؤية واضحة: بناء جيلٍ واثق بهويّته ولغته وثقافته، مبادر، يحترم التعدديّة وحقوق الإنسان، ويساهم في تنشئة ثقافيّة واجتماعيّة وسياسيّة سليمة لأبناء شعبه.

 

تخلّل الحفل كلمات للقائمين على البرنامج، وفقرة فنّيّة قدّمها الفنان علاء عزام ومجموعة من مواهب طلبة المنحة، إلى جانب توزيع شهادات التخرّج.

 

وقال المدير العام لجمعيّة الثقافة العربيّة، مصطفى ريناوي، إنّ برنامج المنحة يخرّج في كلّ عام طلبة قادرين على المبادرة وتنفيذ مشاريع تعود بالفائدة على مجتمعهم، مؤكّدًا أنّ الجمعية ترافقهم في مسيرة وطنيّة وثقافية لا تنقطع. ووجّه للخريجين ثلاث رسائل محوريّة:

التذكير بالانتماء للشعب الفلسطيني الممتدّ عبر آلاف السنين في أرضه، مؤكّدًا أنّ مسؤوليّتنا التاريخيّة في هذه الظروف المصيرية هي البقاء في وطننا وعدم الانكسار ومواصلة السعي للحرية رغم تعاظم المآسي.

وكذلك عدم الهروب من مواجهة الواقع القاسي المتمثّل بالعنف والجريمة وحرب الإبادة على غزّة، ومصادرة الأراضي، وتحدّيات العيش اليومية، والتشديد على أنّ دور الطلبة الجامعيين هو التمسّك بهويّتهم ورفض تجلّيات الانهزام.

وفي الختام شدّد ريناوي على ربط الاجتهاد الأكاديمي بخدمة الوطن وقضايا المجتمع، وتسخير الشهادات الجامعيّة إلى مبادرات تُترجم المعرفة إلى منفعة جماعيّة.

 

من جانبه، قال منسّق المنحة عز عودة إنّ السنوات الثلاث الماضية، رغم الحرب والتحدّيات، كانت غنيّة بالمشاعر والطاقات الشبابيّة المبدعة، مشيرًا إلى بصمة الفوجين السابع عشر والثامن عشر وما قدّماه للجمعية، داعيًا الخريجين إلى الاستمرار في تقديم عطائهم لمجتمعهم من خلال الانضمام لنادي الخريجين وفعالياته.

 

كما أكّدت منسّقة المشروع لورين كنعان أنّ الجمعية ستبقى دائمًا عنوانًا للطلبة في فترة الدراسة وما بعدها، ودعت الخريجين إلى الاستمرار بالمشاركة في المشاريع التطوعيّة، مضيفةً أنّ التخرّج هو بداية المرحلة الأصعب التي تتطلّب تحمّل المسؤوليّة ومواجهة الواقع بثقة واقتدار.

وقد بارك طاقم مؤسّسة الجليل للخريجين من خلال رسالة مصوّرة، مشيدين بإنجازاتهم الأكاديمية المتميّزة إلى جانب نشاطهم التطوعي، معتبرين ذلك مصدر فخر واعتزاز.

 

وشدّدت الجمعية وطاقم المنحة في ختام الحفل على أهميّة مواصلة الخريجين نشر القيم التي اكتسبوها خلال سنوات المنحة، وتكريس انتمائهم المجتمعي والوطني في مواجهة الحصار والظروف الصعبة، ليبقوا جزءًا فاعلًا من مسيرة الشعب الفلسطيني أينما وُجد.

 

يُذكر أنّ برنامج المنح في جمعيّة الثقافة العربيّة انطلق عام ألفين وسبعة بدعم من مؤسّسة الجليل- لندن، ويهتمّ بمرافقة الطلبة أكاديميًّا وثقافيًّا عبر برامج تثقيفيّة وأنشطة متنوّعة، إلى جانب أنشطة تطوعيّة تخدم المجتمع العربي الفلسطيني في الداخل. وقد أثبت البرنامج أنّه مساحة تأسيسيّة لجيل يقود المبادرات الثقافيّة والاجتماعيّة، ويسهم في إحداث التغيير، انطلاقًا من بوصلة واضحة: مجتمع وطني متعاون، يحترم التعدديّة وحقوق الإنسان، ويقدّم تنشئة ثقافيّة واجتماعيّة وسياسيّة سليمة لأبنائه.

×