الأحد , 13 يوليو 2025 - 4:39 مساءً

أجراس تدق ولا أذن تسمع

خالد بشارات - مستشار أسري محلل سلوك

خالد بشارات - مستشار أسري محلل سلوك

طباعة تكبير الخط تصغير الخط

كتب: خالد بشارات مستشار أسري محلل سلوك

يعاني مجتمعنا من تفكك العلاقات الزوجية والأسرية. تتكدس المحاكم بالرجال والنساء يوميًا، في انتظار القاضي الذي سيفك الارتباط المقدس الذي جمع بين اثنين بعد قصة حب رومانسية ووعود بحياة ملؤها السعادة.

يخرج كلاهما من باب المحكمة، كلٌ في اتجاهه، وتتشتت نظرات الأطفال بين هذا وذاك، وتبدأ المعاناة من جديد ولكن بسيناريو مختلف. سيناريو يبدأ فيه كل طرف بمعاقبة الآخر بالأطفال، وكأنهم سلاح وُجِدَ للإذلال وحرق القلوب.

لكن السؤال الجوهري هو: لماذا نصل لهذه المرحلة بهذه السرعة؟

معظم الأزواج لم يتعلموا كيفية التعامل مع مشاكلهم الخاصة بأنفسهم، بل اعتمدوا على حلول الأهل من الطرفين. لماذا نتجاوز المشاكل البسيطة لكي نصل إلى مرحلة القطيعة؟ لماذا لا نستطيع الجلوس والتحاور مع بعضنا البعض؟ لماذا لا ندرك أن حشرة بسيطة وصغيرة قادرة على قتل شجرة عميقة الجذور، شامخة إلى عنان السماء، من خلال النخر في جوهرها؟

للأسف، لم نتعلم، لا من أهلنا ولا من أماكن أخرى، كيفية التعامل مع مشاكلنا العائلية والزوجية. لم يعلمنا أحد أنه يحظر علينا الكذب على الطرف الآخر في العلاقة الزوجية. لماذا لم نتعلم من أهلنا أو من الآخرين أن خيانة الطرف الآخر هي الطريق للانفصال النفسي والعاطفي والجسدي؟

لماذا تعلمنا أن نضع كل أخطاء الحياة اليومية تحت سجادة الحياة لإخفائها؟ ألم نعلم أن ذلك سيظهر بعد فترة؟

نحن الآن في خطر أعمق وأكبر من خطر الحروب، إنه خطر القضاء على جيل، خطر تدمير فكرة الزواج المقدس. نحن في خطر يهدد كون الثقة شيء مزيف ومؤقت.

ألا يعلم الزوجان حين يمارس كل منهما رغباته ونزواته ويدمر الطرف الآخر، أنه يدمر فعليًا أطفاله؟

لنصحو... ولننظر إلى فلذات أكبادنا قبل التفكير في نزواتنا.

×