السبت , 05 يوليو 2025 - 5:20 مساءً

تصرفاتنا: مرآة أفكارنا ونتاج تربيتنا - بقلم:خالد بشارات مستشار أسري محلل سلوك

خالد بشارات - مستشار أسري محلل سلوك

خالد بشارات - مستشار أسري محلل سلوك

طباعة تكبير الخط تصغير الخط

كتب: خالد بشارات مستشار أسري محلل سلوك

من المعروف أن تصرف الإنسان هو نتاج عملية متسلسلة تبدأ بـ الأفكار، ثم تتحول إلى مشاعر، لتظهر أخيراً في صورة سلوك ظاهر. هذه العملية قد تتسم بالصدق والواقعية، أو قد تحمل الكذب والوهم، وفي الحالتين هي التي تحدد مدى قبولنا أو رفضنا من قبل الآخرين.

عندما تكون تعاملاتنا مبنية على أفكار نسجتها أوهامنا أو أوهام شخص آخر ونتصرف بناءً عليها، فإن علاقاتنا بالآخرين تصبح عرضة لاهتزازات قد تؤدي إلى دمارها أو قطعها. فنحن كبشر نؤثر ونتأثر بغيرنا، وبأنفسنا أيضاً؛ أقصد هنا مزاجنا وتقلباتنا اليومية.

كان لا بد لي من تقديم هذه المقدمة قبل أن ألقي كلماتي على مرأى عيونكم أو من خلال استماعكم الصامت. فكثيراً ما نرى في حياتنا علاقات تُبنى وأخرى تتلاشى بسرعة البرق، ونتساءل: لماذا؟ وكيف؟ ثم نبدأ بالتحليل الذاتي الذي يكون أحياناً بعيداً عن الحقيقة.

من منطلق عملي وخبرتي مع العديد من الحالات في الإرشاد والعلاج، اكتشفت أن هناك أشخاصاً خسروا من كانوا لهم بمثابة الملجأ والأمان والناصح بعد الله، وذلك بسبب فكرة غُرست في عقولهم من شخص آخر فصدقوها وعملوا بموجبها دون تفكير أو تحليل عميق.

أصبحت أمزجتنا مرتبطة بشكل مباشر بتصورات الآخرين، على الرغم من أننا اليوم أكثر انفتاحاً على العالم وأكثر دراية بقصص الآخرين. لكن العبرة من الأحداث السابقة مع غيرنا لا تؤخذ بعين الاعتبار، ولا تُستخلص منها الدروس للمستقبل.

لو أدركنا حقيقة أن الإنسان في هذه الدنيا ليس سوى منصة لتدريب الآخرين على الرماية، لعلمنا أن السهم الذي أخطأناه اليوم قد يصيبنا غداً، وما أصابنا اليوم سيصيب الآخر غداً. نحن اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بحاجة إلى التحري والتدقيق قبل أن ننسج خيالاً واسعاً في عقولنا لمجرد كلمة قيلت هنا أو هناك، أو بسبب حاقد أو فاشل لم يرَ أبعد من أنفه.


 

نصيحة لبناء علاقات سليمة

لا تدع علاقة مبنية على الاحترام والصدق والإنسانية تزول لمجرد وهم أو فكر خاطئ أو خديعة.

وفي الختام، لا بد لي من تقديم نصيحة مبنية على العلم وعلى تجارب مر بها الكثيرون:

لا تدع الآخرين مصدراً لمشاعرك وتصرفاتك، ولا تجعل أحكامك مبنية على آراء الآخرين أو مدى حبهم وكرههم لك.

اجعل علاقاتك مبنية فقط على ما تراه عيناك، وتسمعه أذناك، ويشعر به قلبك. اخلق حالة من التصالح والتناغم بين عقلك وقلبك، واجعلهما المصدر لكل أفعالك وأفكارك.

 

×