عندما تُتخذ الرومانسية غطاء لإخضاع المرأة
سامية عرموش: فيلم "تيمور وشفيقة".. إخضاع المرأة في قالب رومانسي كوميدي!
سامية عرموش – حيفا
يعتبر الفيلم المصري "تيمور وشفيقة" (2007)، واحداً من الأفلام الذكورية بامتياز، اذ سلط الضوء على دور الرجل الشرقي المسيطر والغيور وأبرزَه على حساب صورة المرأة من خلال تسطيحها ودفعها إلى التنازل والتخلي عن طموحها من أجل الزواج بحبيبها.
الفيلم الذي حقق إيرادات هائلة، هو من تأليف تامر حبيب وإخراج خالد مرعي وبطولة فتى الأكشن أحمد السقا والموهوبة منى زكي، وهو فيلم رومانسي فيه بعض من الكوميديا والأكشن.
وتدور أحداثه حول قصة حب تنشأ بين تيمور (أحمد السقا) وبنت الجيران (منى زكي)، ويحافظ الاثنان على حبهما إلى أن يتخرج "تيمور" في كلية الشرطة، وتحصل "شفيقة" على الدكتوراه.
ولكن سرعان ما يتبدل وجه "تيمور" المحب، إلى متسلط، ذات عقلية ذكورية متحكمة، يغيظه تقدم حبيبته وخروجها من قبضته، وذلك بعد تعيينها وزيرةً للبيئة، وتعيينه حارساً شخصياً لها، فيتحكم بلبسها، تصرفاتها، ومن ثم يخيرها بين الوزارة والزواج منه، لتختار "شفيقة" التنازل عن كل شيء من أجله!
وبالرغم من أن الفنان أحمد السقا، قد ذكر أن الفيلم يستند إلى قصة حقيقية لأحد أصدقائه، حيث دارت تفاصيلها بين صديقه وبنت الجيران.
وبأن السينارست تامر حبيب بعد سماعه قصة صديقه طلب منه ورقة وقلماً ليكتب أحداثها، لتكون في النهاية حكاية «تيمور وشفيقة»، مع إدخال بعض التعديلات عليها، إلا أن انتقادات واسعة ولاذعة رافقت عرضه.
فالفيلم اعتمد على شرعنة مشاهد غيرة البطل التي اشتملت على عنف وإذلال، تهميش، توبيخ وإهمال، في إطار رومانسي وكوميدي، يهدف إلى تقبل المشاهد لفكرة "الرجل الشرقي الحِمِش"!
وقد ذكرت الناقدة ماجدة خير الله في حديث لها حول قصة الفيلم، أن أكبر صدمة في تاريخ السينما جاءت من هذا الفيلم، فكم من مهانة تعرض لها الرجل والمرأة على السواء، فعقلية الرجل تهمشت، وأظهر الفيلم أن الرجولة ما هي إلا فرض الرأي والعضلات، وسطّح صورة المرأة، ومن يقول إن هذا العمل رومانسي فهو مخطئ، فلا يوجد أي مشهد في الفيلم يحمل مفهوماً للرومانسية.
وقال الناقد طارق الشناوي: وأنا أشاهد هذا الفيلم أصبت بالتوهان فلم أعرف ماذا يريد أن يقدم الأبطال، وهل هو عمل رومانسي أم اجتماعي أم أكشن، ولا أعرف ما القيمة الدرامية في أن تتحول فتاة بكل هذا الطموح إلى ست بيت وتترك وزارتها وبكامل إرادتها ليتوافق ذلك مع رغبة الرجل ومنطقه في الفيلم. (الإمارات اليوم، 2008).
وفي الحقيقة يمكن رؤية سيطرة وهيمنة المفهوم الذكوري من بطاقة هوية الفيلم "اسمه وملصقه"، قبل مشاهدته. فباسمه يتقدم اسم تيمور على شفيقة، وقد يقول البعض إن الأمر قد حدث في الماضي ولا جديد في ذلك، ولكن ملصقه يصور "تيمور" عملاقاً إلى جانب "شفيقة" صغيرة البنية!
تعابيره واثقة ومرتاحة رغم أننا لا نراها كاملة، بينما تعابير وجه البطلة مذعورة بعض الشيء، وكأنها تحتمي به، فهو السند، الذي يؤكد المثل الرائج "ضل راجل ولا ضل حيطة"، ويأتي أحد المشاهد ليتمم هذا المعنى بعد أن اختُطِفت وخلّصها هو وأنقذها.. فتبعت "شفيقة" ظله كثمن لحياتها متخلّيةً عن مسارها ومسيرتها.