راوية حندقلو.. المحامية التي حوّلت الدفاع عن الحقوق إلى رسالة حياة

في قلب المثلث، ومن بلدة "جت" تحديداً، انطلقت مسيرة المحامية والناشطة الاجتماعية راوية حندقلو، لتصبح اسماً بارزاً في ساحات العمل الحقوقي والنضال المجتمعي. لم تكن مسيرتها مجرد ممارسة للمحاماة، بل كانت رحلة دؤوبة في مواجهة أعقد القضايا التي تمس صميم المجتمع العربي.

محطات قيادية ومواجهة العنف شغلت حندقلو في مرحلة هامة من مسيرتها منصب مديرة غرفة الطوارئ لمكافحة الجريمة والعنف في المجتمع العربي، المنبثقة عن اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية. ومن خلال هذا الموقع الحساس، كانت صوتاً شجاعاً في تشخيص الأزمات؛ حيث حذرت مراراً عبر منصات إعلامية بارزة، مثل مجلة "كالكاليست"، من تغول الجريمة المنظمة، واصفة إياها بالسرطان الذي يهدد البنية الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين.

تمكين المرأة والعدالة القانونية قبل تصديها لملفات العنف العام، كانت حندقلو ركيزة أساسية في جمعية "كيان" النسائية، حيث عملت في قسم الحقوق القانونية. هناك، لم تكتفِ بتقديم الاستشارات، بل ساهمت في صياغة استراتيجيات قانونية مكنت النساء العربيات من انتزاع حقوقهن ومواجهة التحديات الاجتماعية المعقدة، مؤمنةً بأن إصلاح المجتمع يبدأ من إنصاف الفئات الأكثر استضعافاً.

اعتراف دولي ونظرة للمستقبل هذا التفاني لم يمر دون تقدير؛ فقد حظيت حندقلو باحتفاء دولي حين منحها "الصندوق الجديد لإسرائيل" جائزة "النجم الصاعد" لحقوق الإنسان في بريطانيا. هذا التكريم لم يكن لشخصها فحسب، بل كان تقديراً للنموذج الذي تقدمه كناشطة تجمع بين الرؤية الأكاديمية والعمل الميداني الشاق.

اليوم، تُعتبر راوية حندقلو نموذجاً ملهماً في المثابرة، حيث تواصل وضع بصمتها في الشأن العام، داعيةً دوماً إلى رؤية شمولية للإصلاح تجمع بين قوة القانون، وجودة التعليم، والعدالة الاجتماعية الشاملة.