الأحد , 08 سمتبمر 2024 - 5:19 صباحاً

ما أشبه اليوم بالأمس!

"الحياة وفقاً لأجفا" لمخرجه صاحب النظرة الثاقبة آسي ديان!

صورة لمشهد من فيلم الحياة وفقا لأجفا – تصوير يواف كوش

صورة لمشهد من فيلم "الحياة وفقا لأجفا" – تصوير يواف كوش

طباعة تكبير الخط تصغير الخط

كتبت: سامية عرموش

 

في ظل الأوضاع الراهنة التي تشهدها البلاد في أعقاب الحرب الأخيرة، تستحضر ذاكرتنا كمشاهدين، الفيلم المثير للجدل "الحياة وفقاً لأجفا" لمؤلفه ومخرجه الراحل آسي (آساف) ديان.

فرغم مرور 32 ​​عاماً على صدوره، يظل هذا الفيلم واحداً من أبرز الأعمال السينمائية الإسرائيلية على الإطلاق، اذ حصد الفيلم  9 جوائز أوفير، كما استقطب إلى صالات العرض، نحو 350 ألف مشاهد آنذاك.

 

فما قصة الفيلم وهل تنبأ بالواقع؟

 

تدور أحداث الفيلم الأيقوني في حانة صغيرة ومزدحمة في تل أبيب، تحمل اسم "أباربانيل" وهو اسم مستشفى  للأمراض النفسية، ويجتمع بين جدران هذه الحانة، خلال ليلة واحدة، نماذج من فئات المجتمع الإسرائيلي: اليهود، العرب، الأشكناز، المزراحيم (اليهود الشرقيين)، والضباط الشوفينيين أمام مجموعة غير مبالية من المحتفلين.

 

انتقد ديان من خلال فيلمه الذي صدر في عام 1992، بعد الانتفاضة الأولى، المجتمع الإسرائيلي وقال بأن المجتمع الإسرائيلي قادم نحو الانتحار. وحاول صفعه وبث رسالة إنذار وتحذير مفادها أن دولة إسرائيل تتجه نحو حرب أهلية، وقد جسد هذا الأمر من خلال المشهد ما قبل الأخير في الفيلم، عندما قضى جميع رواد البار على بعضهم البعض.

 

استلهم ديان فكرة فيلمه من شخصيات صادفها في حانة تردد عليها في تل أبيب، وصوّر هذا الفيلم خلال 18 يوماً، وظروفه الصحية مُتردية، وفقاً لشهادات البعض من طاقم الفيلم. ومع ذلك يعتبر الفيلم حتى يومنا هذا أيقونة تُدرس في أقسام السينما في الجامعات الإسرائيلية، لأنه حذر من المُستقبل في أعقاب تصاعد التوترات بين فئات المجتمع الإسرائيلي.

ومع كل نقد المخرج في هذا الفيلم الذي هدف إلى عكس الواقع بغية تغييره، فقد اختار أن ينهي الفيلم من خلال المشهد الملون الوحيد، مع إشراق الشمس في سماء تل أبيب والمشاهد يتتبع الصور الفوتوغرافية التي التقطت لرواد الحانة وهم في حالات من الحب والوئام والمرح قبل مصرعهم جميعاً، ليؤكد بأنه يجب قتل ما لا يخدمنا، من أجل مستقبل أفضل.

 

وجدير بالذكر أن "أجفا" هو اسم لشركة تصوير، ويقال بأن ديان قد انتقد السينما الإسرائيلية كذلك وليس المجتمع الإسرائيلي فقط من خلال فيلمه هذا.

 

وشارك ديان ، وهو الابن الأصغر للضابط ووزير الدفاع الإسرائيلي الراحل موشيه ديان، في صناعة أكثر من 70 فيلماً خلال مسيرته الفنية، ما بين التمثيل، كتابة السيناريو والإخراج ، كما نظم 5 معارض لرسوماته، وتزوج ثلاث مرات وله أربعة أولاد. وكانت علاقته بوالده عقيمة، وقد انتقدها في مناسبات عدة.

 

 

الكاتبة هي: صحافية وناقدة سينمائيّة، محاضرة مُستقلّة في موضوع السينما كأداة للتّغيير الاجتماعيّ، حاصلة على ماجستير بدرجة امتياز في موضوع "ثقافة السينما" من جامعة حيفا.

 

×