الأحد , 28 أبريل 2024 - 2:24 صباحاً

الفيلم يلقي الضوء على أمور عدة كالمنافسة، التشبيك والموازنة

رسائل متعددة وعميقة في فيلم The Devil Wears Prada

رسائل متعددة وعميقة في فيلم The Devil Wears Prada

رسائل متعددة وعميقة في فيلم The Devil Wears Prada

طباعة تكبير الخط تصغير الخط

سامية عرموش 

 يسأل البعض منا نفسه أحيانا عن التنازلات التي قد ينبغي تقديمها خلال مسيرة عمله، وعن كيفية الموازنة ما بين الحياة المهنية ، الاجتماعية ، الأسرية والشخصية، وذلك تفاديا لتداخل وتشابك عوالمنا مع بعضها، مما قد يمس بدائرة على حساب الاخرى ، تماما كما حدث مع "آندي  ساكس"، احدى بطلات فيلم "الشيطان يرتدي برادا"، الى ان اتّخذت قراراً جريئاً.

 

يحكي الفيلم الذي أنتج في العام 2006، عن ملكة الأزياء الصارمة وغريبة الاطوار "ميراندا بريستلي" التي جسدت دورها الفنانة المميزة "ميريل ستريب"،  من خلال منصبها كرئيسة تحرير لمجلة الأزياء الراقية "ران واي" ، والتي حولتها " ميراندا " الى مرجع في عالم الأزياء.

 

وتعتبر "ميراندا" وفقا لأحداث الفيلم أقوى امرأة في هذا المجال، وهي متسلطة جدا، ومفزعة جدا، تحرك موظفيها كالدمى ، وتطردهم بنظرة واحدة منها.

هذا الفزع الذي تبثه، جعل منها تجسيدا للشيطانة التي ترتدي برادا.

وقد طردت هذه "الشيطانة" التي لا حدود لطموحها وقوتها، عددا من المساعدين الذين لم يفلحوا في نيل رضاها المهني والشخصي على السواء، الى ان قدمت الى هذه الوظيفة "آندي ساكس" والتي جسدت دورها الفنانة الجميلة "ان هاثاوي".

 "آندي حديثة التخرج من قسم الصحافة فيي جامعة "نورث ويستيرن"، وكانت  تحلم بأن تصبح كاتبة صحافية في نيويورك. ولكنها تقدمت لوظيفة "مساعدة شخصية" لميرندا، وهي فرصة يتمناها الكثيرون.

وتسعى "آندي" لإرضاء رئيستها القاسية، رغم الاحباطات التي تصادفها. فتغير مظهرها البسيط ليتناسب مع توقعات ومُتطلبات الوظيفة، تجتهد لتتعلم رموز التواصل مع هذا العالم، تهتم بشراء قهوة رئيستها في الصباح.

ليس هذا فحسب ، بل تُبذل جهدها لإتمام جميع المُعاملات والأمور  الشخصية لمديرتها، الى ان تكتسب مكانتها الخاصة عندها، متحولة الى يمناها، مبتعدة عن رفاقها جميعا، وعن نفسها اولا، ساحقة لهويتها الذاتية ، متماهية تماما مع تفاصيل الوظيفة التي لا تشبهها ابدا.

 

وتتصاعد الاحداث الى ان تصحو "آندي" على واقع بعيد عنها، تستدرك امرها، وتترك رئيستها في عرض للأزياء في "باريس"، متخلية عن الفرص والعروض  التي قد تصادفها هناك.  وتعود الى بيئتها الطبيعية، مدينتها ورفاقها، لتجد وظيفة أحلامها الحقيقية.

ويستند فيلم The Devil Wears Prada، وترجمته الشيطان يرتدي برادا، على رواية مشهورة عالميا للكاتبة لورين فايسبرغر، تربعت على قائمة  أكثر الكتب مبيعا لمجلة "نيويورك تايمز" وترجمت إلى سبع وعشرين لغة.

 

ورُشح الفيلم لأكثر من 35 جائزة سينمائية، منها جائزتي أوسكار،ونال ثمانية جوائز، منها جائزة الغولدن غلوب لميريل ستريب، وجائزة أفضل ممثلة من جوائز اتحاد نقاد الأفلام في شيكاغو.

 

ويعتبر الفيلم مهما جدا للعاملين في مجال الأزياء اولاً ، لأنه يكشف النقاب ويفضح الوهم الكبير الذي يغرق به الكثيرون بعنوان الشهرة.

ومن جانب اخر ، قد يستفيد منه أي مشاهد ، لأنه يلقي الضوء على أمور عدة، كالمنافسة، التشبيك، الموازنة، القيم، تحقيق الذات مقابل الغاء الذات، وبعد.

 

 

 

#الصورة بلطف عن الشبكة.

×