مقال نقدي لمروة محاميد حول الفيلم : Poisoned: the dirty truth about your food

كتبت مروة محاميد

فيلم "مسموم: الحقيقة القذرة عن الطعام" للمخرجة ستيفاني سوشتيج ـ الذي تم إصداره عام 2023 وعرض على منصة نتفليكس.

الرسالة من وراء مثابرة مُحامي السلامة " بيل مارلر " الذي اجتهد ولا زال ضد الفساد القائم من قبل الوزارات التي تتستر على موافقتها لإبقاء واشغال المسؤولين الكبار مثل أصحاب المصانع والمزارع والمُصدرين ، الذين لا يهتمون بالنظافة او ابادة الحشرات والجرذان ، او حتى لتبول وبراز الحيوانات الذين يجرفونه مع المياه للزراعة .

"حسب ما قالته روزا ديلورو من الكونغرس الامريكي ، انه عند تفشي احد الامراض المنقولة بالغذاء ، لا توجد وكالة واحدة مسؤولة ".

الفيلم يتمركز ويتمحور عن مرض " الاشريكية القولونية " او ما يسمى 157 – قد تتعرض للإصابة من هذه الباكتيريا من الماء ، الخضروات النيئة ، واللحم المفروم الغير كامل الطهي .

لا تنتقل هذه الباكتيريا عن طريق اللحوم فقط وانما من براز البقر الذي يحمل كم هائل من الباكتيريا، وينجرف براز الماشية الى المجاري المائية او الترع وقنوات الري ،ومن ثم يتم استخدامها لري هذه النباتات.

الصغار والكبار في السن اكثر عرضة لخطر الإصابة بشكل مهدد للحياة من اشكال ، الفشل الكلوي جراء الإصابة بالعدوى وحتى تسمم الدم وفشل بعض الأعضاء عن عملها التام ، منها سكتة دماغية ومنها الموت الحالي .

تبدأ الحكاية في عام 1993 عندما سجل تفشي الإشريكية القولونية الذي أدى إلى مقتل أربعة أطفال وإصابة أكثر من 700 شخص بالمرض الذين تناولوا "هامبرغر جاك إن ذا بوكس" أو كانوا بالقرب من شخص ما الذي أكل الهامبرغر ، لم يكن مطهي بشكل كافي وحتى حرارته لم تتعدى ال140 درجة مئوية ، وقد كانت تصل شكاوى من قبل الموظفين عن كيفية عدم اتباع المسؤولين درجة حرارة الطهي الصحيحة وفقا لتعاليم وزارة الصحة .

هل تعلمون ان لحم الهامبرغر مصنوع من اكثر من 400 نوع حيوان ؟

يقول منصور سامدبور، مستشار سلامة الغذاء : "عندما تأكل الهامبرغر، فإن أخطر جزء في ذلك ليس قطعة اللحم المفروم، بل البصل والخس والطماطم".

ننتقل الى سنة الالفيات تحديدا عام 2006 حيث انتشرت الاشريكية القولونية عبر السبانخ الطبيعي وأيضا من السبانخ المُصنع ، رغما انهم غسلوها 3 مرات قبل تعبئتها للأكياس واصدارها للسوق الا انها تلوثت بالأمراض .

"كلمة عضوي تعني انه يستخدم مواد كيميائية ومبيدات حشرية اقل ، عضوي ببساطة لا تعني انه خال من مسببات الامراض"

حسب ما قاله العامل السابق لمصنع الفول السوداني ، في بداية عمله عام2006 ، قد كان يتوقع انه سيحدث الكثير من المأسي بسبب عدم نظافة المصنع ، تسرب السطح المليء بفضلات الطيور ، والذي يُدخل الامراض الى المصنع ، مشكلة الفئران ، وعندما توجه الى مدير الشركة الخاصة بتصنيع الفول السوداني ، قال له " ليصمت ولا يكترث لهذا الموضوع " ، وانهم اتصلوا بالتأمين وعليه مواصلة عمله ..

هنالك ما يسمى بشهادة تحليل ، تقول ان المُنتج قد تم اختباره ،وهو خال من مسببات الامراض او على الارجح خال من مسببات الامراض. كان لديهم اختباراً ايجابيًا بالسالمونيلا السامة ، واعادوا فحص هذا الاختبار حتى حصلوا على سلبي ، ومن ثم وصل الامر لحصولهم على الكثير من الاختبارات الايجابية ، وبدأوا بتزوير شهادات التحليل ، وقالوا انهم سلبين .

.وفي عام 2009 ، قد تم تفشي مرض السالمونيلا في اميركا بسبب منتجات الفول السوداني او معجون الفول السوداني وقد مات نحو 8 اشخاص بسبب هذه العدوى .

في عام 1988 أدت المخاوف من السالمونيلا إلى لجوء حكومة المملكة المتحدة إلى ذبح أكثر من مليوني دجاجة. وفي عام 2010 تسبب تهديد مماثل في سحب 500 مليون بيضة من الأسواق في الولايات المتحدة. كان ذلك كله بسبب ، الدجاج يُنتج في ظروف غير صحية والتي كانت ستؤدي الى تلوث البيض ، مرض اكثر من 65 الف امريكي بسبب ذلك.

"يقول مارلر إن البيض أكثر أمانا اليوم مما كان عليه من قبل، لكنه يحث على توخي الحذر ويعتقد أن السالمونيلا لا تزال تشكل خطرا على مستهلكي البيض النيء أو غير المطبوخ جيدا."

لن تكون هناك نهاية للممثلين السيئين ، الذين يقررون ان الربح اهم من الاخلاق ، وان الطعام تحول الى سلعة ، وانهم لا يكترثون ، بأن هذه الاطعمة الفاسدة التي تحمل الكثير من الامراض سوف تدخل الى افواههم ومن ثم الى معدتهم التي سوف تسبب لهم الموت السريع او خلل في احد اجهزة الجسم.

"احدى القطع الكبيرة المعطوبة في نظام سلامة الطعام الامريكي ، هي اننا لا نراقب أي شيء في المزرعة ،هذا ما قاله لانس برايس."

انصح بمشاهدة هذا الفيلم الوثائقي ، وان تروا جميع المعلومات المُضللة من وراء ممثلي نقابة الجمهور والوزارات اجمع وكيفية توترهم عندما تمت مواجهتهم بالحقيقة . هل حقًا سوف نستمر بالشراء دون وعي ، تحت عناوين " انه عضوي فهو جيد " ام ماذا ؟