الموضة السريعة: هل تدفعنا وسائل التواصل إلى الاستهلاك المفرط؟

سامية عرموش
سامية عرموش
تُروّج شبكات التواصل الاجتماعي بقوة للاستهلاك المفرط للملابس، حيث تهيمن منشورات الموضة والجمال على أغلب المحتوى، خاصة على منصات مثل إنستغرام. يستغل رواد "الموضة السريعة" خبراء التسويق للتأثير على سلوكيات المستهلكين الشرائية.
ما هي الموضة السريعة؟
"الموضة السريعة" هي استجابة لطلب المستهلكين السريع على أحدث الصيحات. نشأ هذا المصطلح في الولايات المتحدة خلال الثمانينيات وبلغ ذروته في بداية القرن الحادي والعشرين. وتعتمد فكرته على تلبية رغبات المستهلكين بأسرع وقت ممكن.
تصف ساندرا العبود، في مقال لها على موقع "جمالك"، الموضة السريعة بأنها "ملابس عصرية ورخيصة". حيث تقوم المتاجر الشعبية بإنتاج نسخ مقلدة من تصاميم دور الأزياء العالمية أو ملابس المشاهير، بأقمشة أقل جودة وبأسعار زهيدة. على سبيل المثال، قد يُباع قميص مستوحى من تصميم عالمي بـ 20 دولارًا أو أقل، مقارنة بسعر النسخة الأصلية الذي قد يصل إلى 200 دولار.
شهدت فترة التسعينيات والألفينيات ذروة انتشار الأزياء منخفضة التكلفة، مع صعود التسوق عبر الإنترنت وتزايد متاجر "الموضة السريعة" مثل H&M وZara وTopshop. اعتمدت هذه العلامات التجارية على نسخ تصاميم دور الأزياء العالمية بسرعة وبتكلفة منخفضة، مما شجع المستهلكين على شراء المزيد من الملابس العصرية باستمرار.
تأثيرات سلبية:
- تعتبر صناعة الأزياء ثاني أكبر ملوث للبيئة في العالم، حيث يتم إنتاج 100 مليار قطعة ملابس سنويًا، ويُباع منها 56 مليون طن.
- من المتوقع أن ينمو هذا القطاع بنسبة 60% بحلول عام 2030، مما يزيد من الضغط على الموارد البيئية.
- تستغل هذه الصناعة العمالة الرخيصة في الدول النامية، وتتجاهل حقوقهم وشروط السلامة والأمان.