الأحد , 28 أبريل 2024 - 8:44 صباحاً

لميس مركزة جماهيرية في قسم الشبيبة عين ماهل ، محاضرة ومديرة جمعية انا بقدر

السيرة الذاتية للميس حبيب الله

السيرة الذاتية لموجهة المجموعات لميس حبيب الله

السيرة الذاتية لموجهة المجموعات لميس حبيب الله

طباعة تكبير الخط تصغير الخط

في غرفة الولادة، صرخات تعلو من كل مكان.الا في تلك الغرفة ترقد إمراةٌ تدعى لميس.تنتظر خروج طفلتها للحياة على احرٍ من الجمر. . . تشعر بألام في كل جسدها تحاول جاهدةً ان تطلق سراح طفلتها الماكثة في رحمها.تستعصي الولادةو تتعسر يبدأ نبضها بالهبوط ويعجز الاطباء عن معرفة ما يجري لها يتوقف نبضها. تنزل دمعة ألم من عينيها وتغلقهما عن الحياة. .  في تلك اللحظة تخرج ابنتها, تفتح عينيها للحياة وتتنفس النفس الاول. . ينبض قلبها بالحياة لتكمل صراخ امها التي فارقت الحياة. . .تلك الطفلة هي انا.

أُدعى لميس,أنا ابنةٌ لأم لم اراها يومًا في حياتي. . .أحمل اسمها معي اينما ذهبت. عندما ولدتُ انا توفيت أمي. . . لم تتقابل عينانا اطلاقًا, لم تتلامس ايدينا ابدًا. . . الا انني قطعة منها وتغمرني روحها.  إختار الله لي الحياة فخرجت اليها رغم أنف جسدي. . . تحديت اعضائي الصغيرة وخرجت لألتقط روح أمي قبل أن تعلو للسماء وأحمل اسمها. . .

كان قرار خروجي مبكرأً فتضررت بعض اعضائي . . ميزني الله عن سائر خلقه بيد صغيرة. . . يعود سبب ذلك لولادتي المُبكرة, التي لم تتح لجسدي ان ينمو كما يجب في رحم امي.كبرت مع هذه اليد وترعرت في حضن والدي وخالتي التي فيما بعد أصبحت أمي. . . دون ان أشعر بتمييز او تفضيل او تقليل من قيمتي. . .لم تشكل هذه اليد الصغيرة يومًا لي عائقًا في حياتي. . . كُنت أرسم طريقي بدقةٍ وعنايةٍ وأسعى لأن أصل الى ما أردته لي أن أكونه!!

وصدقًا؟! كنت أحزن اذا ما رمقني الناس نظرة شفقة بأنني لا أستطيع, لطالما أردت أن أصفع من رمقني تلك النظرة بيدي الصغيرة لكنني في حينها كنت أفضل الكتمان وعدم البوح, هذه طبيعتي على اية حال. . .

عندما كبرت فعلًا استطعت ان أُثبت للجميع ولاولئك الذين سخروا مني أني نعم أستطيع!

أنا الان معلمة, معلمة لطلاب ذوي احتياجات خاصة من فئة التوحّد, انهيت لقبي الاول وعلى مشارف انهاء لقبي الثاني أيضًا. . .

ظن البعض أنني لن أصل الى أي مقعد دراسي, ظن اخرون انني ولو وصلت لن أجد عملًا يليق بيدي, حاول الكثير أحباطي والتقليل من شأني الا أن ارادتي تجاوزت كل بربراتهم. . .  وها أنا ذاكنت مِثلَ الضفدعِ الأصم الى أن وصلت الى نهاية الجبل.

لا شيء يقف أمام الارادة, لا يد صغيرة ولا يد عادية,  لا جسد متكامل ولا جسد يفتقد احدى أعضاءه. . . ثم أن الله خلقني مميزة عن سائر خلقه, فكيف لأحد عباده أن يهمشني او يحبط من عزيمتي؟؟!

أنا لميس حبيب الله  ابنة عين ماهل عمري ٣٣ عام اعمل كمعلمة للتربية الخاصه .موجهة مجموعات في مجال التمكين والقيادة .مركزة جماهيرية في قسم الشبيبة عين ماهل .محاضرة .مديرة جمعية انا بقدر ، وطالبة لقب ثالث بالتربية الخاصة.

×