كتبت وصورت : سامية عرموش
محاضرة للدكتور عامر دهامشة في جامعة حيفا عن أسماء البلدان العربية قبل سنة 48 وبعدها!
إفتتحت كلية الآداب ، قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة حيفا ، الحلقة الدراسية الشهرية الأولى للفصل الثاني من العام الدراسي 2021 - 2022 ، من خلال محاضرة قيمة جداً للباحث الدكتور عامر دهامشة من الكلية العربية الأكاديمية في إسرائيل - حيفا وجامعة حيفا ، بعنوان أسماء البلدان العربية وأسماء المعالم الطبيعية قبل سنة 48 وبعدها : قراءة نقدية ومُقارنة .
إستهل الباحث مُحاضرته المُثرية بالإشارة الى المُفارقة بأن المحاضرة ستُقدم باللغة العبرية ، نظراً لأن لغة التدريس في الأكاديمية هي العبرية ، بالرغم من ان مضمونها هو عربي اللغة والهوية.
ومن ثم إستعرض امام الحضور أبرز ما جاء في بحثه ، بشكل سلس وجميل ، على النحو التالي:
تعتبر أسماء الأماكن الفلسطينية قديمة جدًا وهي جزء من التاريخ ، وقد إنتقلت إلينا شفهياً ، من خلال الأحاديث والأساطير المُتناقلة بين الفلاحين والسكان.
ووفقا للبحث فإن الأسماء الفلسطينية تعكس ثقافة التسامح والتعددية الثقافية. فعلى سبيل المثال ، فإن البلدان التي حملت اسم "دير" وهي اسماء موروثة من الفترة الصليبية لم تُستبدل.
وتبين من البحث كذلك ، بأن القرى المركزية حملت اسماء قادة وشخصيات ، بينما حملت الأماكن الطبيعية اسماء نساء ، وهناك بعض الأماكن التي تُعتبر اقل أهمية من ناحية هرمية حملت اسماء الرعاة ، الفلاحين ، وحتى اللصوص.
على سبيل المثال ، قرية الهيب ، حملت اسم رئيس القبيلة ، وتعني كلمة "هيب" ، الشخص الذي يثير الهيبة والإحترام.
فيما حملت المنطقة الطبيعية "عين العروس" في حرفيش ، تسمية نسائية ، وذلك لأنها كانت مُخصصة للنساء فقط ، اذ كانت تستحم بها العرائس قبل الزواج.
مثال آخر لتسمية منطقة طبيعية على اسم إمرأة ، هي "رويسة ام علي" في قرية جت الجليلية ، وقد نُسبت لإمرأة كنيتها "أم علي" ، وهي امرأة فقدت زوجها ، وعملت على تنظيف ارضها من الأشواك والأحجار وتجهيزها للزراعة ، وقد أطلق المثل القائل حينها : " اذا بدك تتعلم المرجلة روح على رويسة ام علي" ، لما تحمل هذه المُثابرة من معنى!
هذا وإستعرض الباحث قضية تهويد وتوحيد الأسماء بعد قيام دولة اسرائيل.
فعلى سبيل المثال ، لو جرى النهر في عدد من البلدان العربية كانت هناك تسمية لكل مقطع منه ، ومع قيام الدولة وحدت الأسماء ولم يبق اي ذكر للتسميات التي كان متعارف عليها بين السكان.
واختتم محاضرته بأن أسماء الأماكن هي جزء من أيديولوجية وسياسة المكان ، وبأن الصراع على الفضاء كان له الأثر وسيبقى على لغة الفضاء وهويته.