ندوة إشهار كتاب "الاستيطان في أحياء القدس" في حيفا
ندوة إشهار كتاب "الاستيطان في أحياء القدس" في حيفا
حيفا- عقدَت جمعيّة الثّقافة العربيّة بالشراكة مع المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية- مدار، يوم 3 أيار/مايو 2023، ندوة إشهار لكتاب "الاستيطان في أحياء القدس – البلدة القديمة، سلوان والشيخ جراح" للباحث د. أحمد أمارة، الصادر عن المركز المذكور، في مكاتب الجمعيّة في حيفا.
وجاءت هذه الندوة كحدثٍ احتفائيّ بالكتاب الذي يقوم بجرد الحالة الاستيطانيّة في مدينة القدس، تحديدًا ثلاثة من الأحياء المركزيّة في شرقيّ القدس والتي تتعرض على الصعيد اليومي لعمليّة تهويد واستيطان على حساب الفلسطيني القاطن في المدينة. وقد شارك في هذه الحواريّة عدد من الخبراء في مجالات دراسات الاستيطان الاسرائيلي والقانون، بالإضافة إلى العديد من الجمهور المُهتم والمتابع لقضايا الاستيطان في القدس بشكل خاص، والمناطق المحتلة عام 1967 والمدن التي يتم تعريفها على أنها مختلطة.
أدار الحواريّة الصحافي وطالب تخطيط المدن، طارق طه. وشارك فيها الباحث في الاستيطان والدراسات الاستعمارية د. أحمد أمارة، الذي أصدر كتابه المُحتفى به ثمرةً لجهد أكاديميّ كبير لكشف خفايا ملف الاستيطان في القدس. كما شارك فيها المحامي والمحاضر في مجال القانون د. سامي ارشيد، والذي كان قد رافق مُسبقًا ويرافق في الوقت الحالي عددًا كبيرًا من العائلات التي تتعرض بيوتها لمحاولات استيلاء من قبل مجموعات المستوطنين في أحياء عدة بالقدس، والذي مثّل عائلة الكُرد في حي الشيخ جراح أمام المحاكم الاسرائيليّة في السنوات السابقة، ووليد حباس، الباحث في مجال الاقتصاد السياسي الاسرائيلي في مركز "مدار" الذي غطى مفهوم المجتمع المدني السيء وتحولات الصراع في القدس.
تمحورت الندوة حول عدد من المحاور المختلفة، ابتداءً من استعراض الكتاب الذي يحاول تسليط الضوء على الشكل المستجد والمتسارع من الاستيطان الذي يستهدف بالتحديد قلوب الأحياء الفلسطينيّة المقدسيّة شرقي المدينة، ويكشف عن الممارسات القانونيّة، السياسيّة والإداريّة، التي تمكّن الجمعيات الاستيطانيّة بدفع من المؤسسات الرسميّة الإسرائيلية من تحقيقه، مضيئًا على أثر هذا النوع من الاستيطان فعليًا على واقع تلك الأحياء وعلى واقع القدس عمومًا.
تناول المتحدثون الثلاثة جوانب عدّة من كتاب أمارة وجرد التغيرات الحاصلة في مشهد تهويد القدس، وتحديدًا من خلال منهجيّة "استيطان القلوب"، التي تم شرحها للجمهور العام، حيث تمت الإشارة الى دوافع ومدى تأثير المشهد السياسي الإسرائيلي والفلسطيني على المشهد العام في مدينة القدس، والمدن المُختلطة داخل الخط الأخضر. كما تم التطرق الى مصادر تمويل هذه الجمعيات الاستيطانيّة والحجة الميثولوجيّة التي تعتمد عليها هذه الجمعيات من أجل التضييق على المواطن المقدسيّ في مكان سكناه.
وجرى في الندوة أيضًا توضيح مكانة القدس في القانون الاسرائيلي والقانون الدولي، حيث تمت الإشارة الى أزمة خاصيّة حالة القدس في القانون الاسرائيلي المخالفة للقانون الدولي والتي كانت نتيجة قرارات اسرائيليّة مُجحفة بحق مناطق شرقي القدس، والتي ترفض اسرائيل التعامل معها على أنها محتلة بحسب الشرعيّة الدوليّة. بالإضافة الى ذلك، تطرق المشاركون في الندوة إلى قضية اعتماد الشعب الفلسطيني وتحديدًا في القدس على محكمة العدل الدوليّة والقرارات بشأن المناطق المُحتلة، حيث لم يبد المتحدثون أملًا كبيرًا بهذا الخصوص نظرًا لبيروقراطية المؤسسات الحقوقيّة الدوليّة وتجاهلها الدائم لقضية تهويد القسم الشرقي من القدس المُحتلة وقضية الاستيطان بشكل عام.
في نهاية الندوة فُتح أمام الجمهور الواسع باب المداخلات والأسئلة، وأوصى بعض الجمهور بضرورة توسيع وتطوير البحث ليشمل عددًا من القطاعات المتعلقة بالاستيطان الإسرائيلي الصهيوني عمومًا وفي القدس خصوصًا، وكذلك في ما يعرف بـ"المدن المختلطة" في مناطق 1948.