الجمعة , 22 نوفمبر 2024 - 5:03 مساءً

كتبت وصورت : سامية عرموش

محاضرة للدكتور عامر دهامشة في جامعة حيفا عن أسماء البلدان العربية قبل سنة 48 وبعدها!

محاضرة للدكتور عامر دهامشة في جامعة حيفا عن أسماء البلدان العربية قبل سنة 48 وبعدها!

محاضرة للدكتور عامر دهامشة في جامعة حيفا عن أسماء البلدان العربية قبل سنة 48 وبعدها!

طباعة تكبير الخط تصغير الخط


إفتتحت كلية الآداب ، قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة حيفا ،  الحلقة الدراسية الشهرية الأولى للفصل الثاني من العام الدراسي 2021 - 2022 ،  من خلال محاضرة قيمة جداً للباحث  الدكتور عامر دهامشة  من الكلية العربية الأكاديمية في إسرائيل - حيفا وجامعة حيفا ، بعنوان أسماء البلدان العربية وأسماء المعالم الطبيعية قبل سنة 48 وبعدها : قراءة  نقدية ومُقارنة . 

إستهل الباحث مُحاضرته المُثرية  بالإشارة الى المُفارقة بأن المحاضرة ستُقدم  باللغة العبرية ، نظراً لأن لغة التدريس في الأكاديمية هي العبرية ، بالرغم من ان مضمونها هو عربي اللغة والهوية.

ومن ثم إستعرض امام الحضور أبرز ما جاء في بحثه ، بشكل سلس وجميل ، على النحو التالي: 

 تعتبر أسماء الأماكن الفلسطينية قديمة جدًا وهي جزء من التاريخ ، وقد إنتقلت إلينا شفهياً ، من خلال الأحاديث والأساطير المُتناقلة بين الفلاحين والسكان.

ووفقا للبحث فإن الأسماء الفلسطينية تعكس ثقافة التسامح والتعددية الثقافية.  فعلى سبيل المثال ، فإن البلدان التي حملت اسم "دير" وهي اسماء موروثة من الفترة الصليبية لم تُستبدل.

وتبين من البحث كذلك ، بأن القرى المركزية حملت اسماء قادة وشخصيات ، بينما حملت الأماكن الطبيعية اسماء نساء ، وهناك بعض الأماكن التي تُعتبر اقل أهمية من ناحية هرمية حملت اسماء الرعاة ، الفلاحين ، وحتى اللصوص.

على سبيل المثال ، قرية الهيب ، حملت اسم رئيس القبيلة ، وتعني كلمة "هيب" ،  الشخص الذي يثير الهيبة والإحترام. 

فيما حملت المنطقة الطبيعية "عين العروس" في حرفيش ، تسمية نسائية ، وذلك لأنها كانت مُخصصة للنساء فقط ، اذ كانت تستحم بها العرائس قبل الزواج. 

مثال آخر لتسمية منطقة طبيعية على اسم إمرأة ،  هي "رويسة ام علي" في قرية جت الجليلية ،  وقد نُسبت لإمرأة  كنيتها "أم علي" ، وهي امرأة فقدت زوجها ، وعملت على تنظيف ارضها من الأشواك والأحجار وتجهيزها للزراعة ، وقد أطلق المثل القائل حينها : " اذا بدك تتعلم المرجلة روح على رويسة ام علي" ، لما تحمل هذه المُثابرة من معنى!

هذا وإستعرض الباحث قضية تهويد وتوحيد الأسماء بعد قيام دولة اسرائيل.

فعلى سبيل المثال ، لو جرى النهر في عدد من البلدان العربية كانت هناك تسمية لكل مقطع منه ، ومع قيام الدولة وحدت الأسماء ولم يبق اي ذكر للتسميات التي كان متعارف عليها بين السكان.

واختتم محاضرته بأن  أسماء الأماكن هي جزء من أيديولوجية وسياسة المكان ، وبأن  الصراع على الفضاء كان له الأثر وسيبقى على لغة الفضاء وهويته.

×