القدوة الحسنة ... تخلق الطاقة الايجابية!

المستشار النفسي وتحليل السلوك - الأستاذ خالد بشارات #القدس

القدوه هي المثال أو النموذج الذي يحتذى به في الحياة، في التصرفات والسلوك خصوصا في القضايا التي تستدعي الثبات على المبادئ ومطابقة الأقوال بالأفعال، وأهم شيء هو الصدق مع النفس والآخرين والتي يمكن أن تؤثر اكبر الأثر على حياة الفرد والمجتمع....

أن وجود القدوه من الأهمية بمكان وهي من أكثر الوسائل تأثيرا في الحياة، فهو يقود إلى الاتباع عن تبصر ومقدار ما يصدق القول العمل تكون القدوه مؤثره وفعاله وصادقه وذات أثر جوهري والا ستكون كالحرث في البحر لا أثر لها في قلوب المتلقين وعقولهم.....

القدوه الحسنه مطلوبه وبشكل كبير في هذا الزمان، لأننا بحاجه الى المثال المطلوب في الواقع المعاصر الذي يتميز بالسرعة والطوفان في المعلومات في وسائل التواصل الاجتماعي والتي أصبحت ظاهره عالميه....

اعتقد ان هناك صفات يجب أن تتوفر في الفرد ليكون قدوة أو مثالا يحتذى به بالواقع، فلا يمكن إطلاق الأوصاف والصفات الايجابيه على الناس من دون مسوغات، التحلي بالأخلاق والتمسك بالقيم الحميده من هذه الصفات...

ومن اهم ما يميز الشخص القدوه سلوكيا هو الاستقلاليه والثقه حيث يتبع ما يورده اليه قلبه، وما يجده صوابا دون الاهتمام لمن يريد احباطه، أيضا هو يمتلك الشجاعه لكي يطلب المساعده حينما يحتاجها، وهو متعاون ويعتمد على غيره من دون تواكل، انسان يتصف بالتواضع ويتصرف على سجيته دون تكلف

تعد القدوه الحسنه من أكبر وأهم أسباب النجاح في الحياة، فالصحابة رضوان الله عليهم جعلوا من الرسول الكريم قدوة لهم واستطاعوا الانتقال من حال إلى آخر والنجاح به..

كثيرا ما نلاحظ ان الطفل يقلد اباه وهو يصلي مطبقا لحركات الصلاة مع انه لا يدرك معناها الحقيقي، كذلك يقلد اباه عندما يرمي يرمي مثلا السيجاره بالشارع يلتقطها الولد ويحاول التدخين...

كذلك الأم عندما تكون تمارس أفعال ومسلكيات ايجابيه وتصرفات تنم عن قيم وأخلاق فانها تغرس في نفوس أطفالها هذه القيم بطريقه مباشره يصعب على أطفالها نسيانها، وبنفس الوقت عندما تكون مثالا سيء للأخلاق والانحراف فانها تعكس ذلك على أبنائها أو أنها سترسم في مخيلتهم نموذج الأم السيئه ونوع من الاحتقار الداخلي لها في نفوسهم حتى وان لم يظهروه.....

أن القدوه الحسنه من أفضل الوسائل فاعليه وأكثرها نجاحا في تنشئة الجيل، فكلمات المربين سواء اكانوا الوالدين أو المعلمين تبقى كلمات مهما كثرت أو قلت ما لم تتجسد كافعال يعيشها الطفل، ويبقى المنهج التربوي مجرد افكار معلقه إلى أن تترجم لتصرفات وسلوكيات يمكن ملاحظتها....

أن الخطاب التربوي يمكن تصنيفه إلى ثلاثة اتجاهات حتى يكون متكاملا وفاعلا في تحقيق هدفه

الاول: هو ما يتعلق بالجانب النظري في ذكر الثواب والعقاب

الثاني : هو حكاية الفعل مثل ذكر شخصيه تاريخيه أو معاصره وسرد اهم مميزات هذه الشخصيه

ثالثا : رؤية الفعل وهو التطبيق العملي

لماذا القدوه الحسنه

أن النفس البشريه مجبوله في طبيعتها على التآسي والطبع وأخلاق من تهوى أو من تحب، فإذا ما لاحظت الطفل الصغير الذي يحب والده فإنه بلا شك يتآسى به ويقلده في مشيته ولبسه وكلامه وتصرفاته، الطفل.. أو الإنسان بصوره عامه اذا احب نموذجا بشريا فإنه يحاول ان يكون مثله في صفاته واقواله وأفعاله

أن اهمية النموذج أو القدوه تغني عن المواعظ المؤثره والخطب الرنانه والكتب المطبوعه والكلمات المنمقه، فالمتلقي اذا احس بالثقه من الشخص المقابل له فذا احرى بأن يسلم له زمام أمره، ويقبل ما يقوله وما يفعله، فينعكس ذلك في حياته نجاحا وتميزا...

أن الطفل مرآة ابيه..... فكيف يكون الاب يظهر في شخصية اطفاله

اخيرا ان القدوه الحسنه الصالحه تؤتى ثمارا وفوائد تربويه عظيمه في تنشئة الأطفال في تحقق الانضباط النفسي والتوازن السلوكي للطفل، أيضا وجود القدوه يعتبر وسيله فعاله لتعديل أنماط السلوك الخاطىء وغير المرغوب فيه لدى الأطفال، ويعتبر اسلوب عرض النماذج السلوكيه التطبيقيه في مواقف حيه اسلوبا جيدا، لأن تقديم النموذج الإيجابي للطفل وسيله فعاله لتعديل السلوك